صحيفة 26سبتمبر
صبري جحزر
تعتبر الكلمة الطيبة عنوان المرء، تترجم من مستودعات صدرة وتبرهن مكنونات قلبه، والعاقل من لزم الصمت إلاّ عن حق يوضحة أو باطل يدحضه أو خير ينشره، أو علم يذكره أو فضل يشكره، فعن إبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
اذاً فالكلمة الطيبة صدقه ومغنم، والكلمة الخبيثة مأتم وحسرة، كيف لا وقد ضرب الله لنا في كتابه العزيز.. بقوله «الم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها».. «ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون» «ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار».
هذا مثل المؤمن أي مثل كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) التي في قلب المؤمن.. فالكلمة الطيبة كالشجرة المثمرة التي طابت تربتها فطاب ثمرها وفاكهتها، ورسخت أصولها في الأرض باجتماع الكلمة والتآلف والمحبة، حتى تمتد أغصانها في الهواء لتعطي ثماراً زاهية في النصح والارشاد بما ينفع الأمة في دينها ودنياها تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم تعمر ولا تخرب قال تعالى: ((اليه يصعد الكلمة الطيبة والعمل الصالح يرفعه)). أما الكلمة الخبيثة هي مثل للجاحد بنعم الله وهي تضره بما يناقض القصدين وتلفظ يما ينافي التسليم وميل إلى المعصية وخروج عن الاستقامة، وإشاعة لأ راجيف الأخبار والتماس للفرقة وأثارة الفتنة ضد إجماع المسلمين وأئمتهم وعلمائهم وبلادهم وعباد الرحمان لا يدنسون باللغو والهتافات الخارجة ثوابت هذه الأمة ووحدتها.
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه، وهي أفساد لذات البين وتفريق بين المتحابين صاحبها متوعد بالنار وبئس القرار فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة نمام.
ان بعض الأفراد عندما يسمع خبر (ما) كثيراً ما يرتب على الخبر أثر دون أن يتأكد من صحة الخبر وهذا مخالف لتعاليم ديننا فالشرع يوجه الفرد المسلم إلي ان لا يرتب أي أثر على أي خبر يسمعه أويصل إليه مالم يحصل لديه الوثوق بصحة الأقوال المنقوله والتثبت من الأخبار المنقوله خصوصاً إذا كان الناقل لها ممن علم فسوق أو لم يكن حاله من حيث العدالة معلوماً.
قال تعالى: ((يأيها الذين امنوا إن جاكم فاسق بنبأ فتبينوا إن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)).
فالآية صريحة وواضحة في بيان العلة التي من أجلها يلزم التثبيت من الأخبار حيث يقول الله (فتبينوا) أي أن هذا الخبر قد يكون في واقعة اكذوبة مفتعلة، وحينها يلحقه الندم والأثم بسبب ما رتبه من آثار.[center]