تسمر أمام الشاشة ينتظر صافرة الحكم أن تعلن بداية المباراة , الحماس يملأ قلبه , والتفكير بالفوز مسيطر على عقله , نفسه مملوءة ثقةً بالفوز , كان في تلك اللحظة مستعداً لتقبل أي خبر سوى خبر الهزيمة , مستعداً للتفكير بأي أمر سيء عدا الخسارة , كيف لا وهذه المباراة النهائية في الدوري.
مر الشوط الأول بسلام لم تهتز شباك فريقه بأي كرة من المنافس , اطمأنت نفسه وهدأ قلبه نوعاً م , لكن لا يزال الحماس موفور , والأعصاب مشدودة , فلقد بقي من المباراة نصفه , ولا يُدرى ما سيكون في نصفها.
في الفاصل بين الشوطين , استرخى قليلاً وتناول كوباً من القهوة , اقترب وقت بداية الشوط الثاني فتسمرت عيناه عل الشاشة , أعلن الحكم بداية الشوط الثاني.وعادت الأعصاب مشدودة كما في الشوط الأول.
الكرة بين أقدام لاعبي الفريق الخصم تقترب من مرمى فريقه و... , صوت تحطيم مزهرية ولطم خد وصياح طفل , دخلت الكرة المرمى وخرجت الدموع من المآقي.
هجمة لصالح فريقه تقترب من مرمى الخصم , ويقترب هو من جهاز التلفاز , وتخرج الكرة خارج الملعب , ويصاب بخيبة أمل كبيرة.
وتتوالى هجمات فريقه وكلها تضيع ويضيع عقله معها.
لاعبي الخصم يحصلون على الكرة , يركضون تجاه مرمى فريقه , وينتصب واقف , الكرة تقترب شيئاً فشيئاً وتستقر داخل الشباك محدثة هزة له , واهتزازات للتلفاز بسبب ارتطامه بيديه.
ضربات يدين تسقط متوالية على التلفاز تكاد تحيله إلى حطام.
تجري أحداث المباراة بأخذ وعطاء , وفي الدقائق الأخيرة يُحصل لاعبو الخصم الكرة مرة أخرى , وينطلقون نحو مرمى فريقه , يقتربون ويسددها أحدهم لتستقر في وسط المرمى لتسجل كهدف ثالث لخصمه.
لطم خديه , صفع ابنه بجانبه , وألقى بجواله بعيداً ليرتطم بالجدار ويهبط إلى الأرض أشلاء متناثرة.
تنطلق صافرة الحكم معلنة نهاية المباراة لصالح الفريق الخصم , وتنقطع أعصابه من كثرة الشد , ويكون شكله أشبه بطفل فقد أمه أو كتاجر خسر ماله.
جماهير وأنصار الفريق المنافس يرفعون الكأس فرح , فيما كانت زوجته تلتقط بقايا مزهرية محطمة وبجوارها جثة ملقاة على الكنبة خاثرة , صاحبها على وجهه أمارات الهزيمة وعلامات الخسارة.